في نفس المكان
أعلنتي بداية حضورك
ونثرتي عطرك وعودك
وذابت حروفك
وكل أبجديات الكلام
واليوم تباهيتي
حين عرفتي
اني أعطيك من قلبي مجال
وتماديتي
وعشتي في دنيا الخيال
ورسمتي مملكة سلطانك
انتي ؟؟
ما أنتي ؟
سحابة من سحابات الصيف انتي
مرت ولم يعلم بها أحد
قصيدة من قصائدي كتبتها ونسيتها
ولا أظن سيذكرها أحد
ما أنتي ؟
مشاعر ضائعة ، ليس لها دنيا ولا وطن
ثواني تائه ، عافها وجه الزمن
نغمة خالية ، ليس لها صوت أو شجن
دمية بالية ، كلها هموم وحزن
ما أنتي
صدقيني
كل شيء له ثمن
إلا انتي دون ثمن
محطة من محطات الزمن
استرحت انا بها ثواني
أشعلت بها قناديلي
كتبت شعري وغنت لي مواويلي
وطاب منها خاطري
ومللتك ومللت كل عجزي
وابتدى صبري من صبري يشتكي
رحلت عنها وأخمدت موقدي
ما أنتي
أنتي أضعف من قابلت في الوجود
أضعف من الضعف نفسه
أقسم أنك سخيفة
ومن مثلي يرفع عن الردى نفسه
أني أرأف لحالك
يوم أنك تصورتي
أني أنتحب ليلي على وصالك
ما أنتي
أستيقظي
هاك كل الذي تريدينه
بقايا بقاياك السجينة
لملمي حبات عقدك المنثور
على معطفك في هدوء وسكينة
هامي على وجهك في الشوارع والمباني والمداين
والمواني مينا ومينا ،
أسألي وابحثي
عن مشاعر ضائعة
وعن ثواني تائهه
وعن نغمات عود بالية
أعتقد ان النهار الذي كان صبحه يكتب أسمك من شعاع
تاه في ليله وضاعت دروبه واحتواه الضياع
والزمن الذي كنت تعيشينه وقفت عقارب ساعته
وأن الوطن الذي قد تملكينه
بيدي رسمت نهايته
وكتبت آخر حروف الرواية
في نفس المكان ونفس وقتك وموالك
أعلنت نهاية حضورك
ونسيت آخر ملامح صورتك
وصوتك ، وعطرك ، وعودك
وسطرت أنا اليوم هجرانك
مع حبي وتقديري
أ